عرفت الهوى مذ عرفت هواك واغلقت قلبي عمن سواك
وكنت اناجيك يامن ترى خفايا القلوب ولسنا نراك
احبك حبين حب الهوى وحبا لانك اهل لذاك
فاما الذي هو حب الهوى فشغلي بذكرك عمن سواك
واما الذي انت اهل له فكشفك للحجب حتى اراك
~~
يا عالمَ الأسرار عِلمَ اليَقين
وكاشِفَ الضُرِّ عن البائسين
يا قابل الأعذار عُـــــدْنا إلى
ظِلِّكَ فاقْبَلْ تَوبَـــــةَ التائبين
~~
حيثما كنت أشاهد حسنه
فهو محرابي إليه قبلتي
إن أمت وجداً وماثم رضا
واعناني في الورى وشقوتي
يا طبيب القلب يا كل المنى
جد بوصل منك يشفي مهجتي
يا سروري وحياتي دائماً
نشأتي منك وأيضاً نشوتي
قد هجرت الخلق جميعاً ارتجي
منك وصلاً فهل أقضي أمنيتي
~~
يا سروري ومنيتي وعمادي
وأنيسي وعُدتي ومرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي
أنت لي مؤنس وشوق كزادي
أنت لولاك يا حياتي وأُنسي
ما تشتتُ في فسيح البلاد
كم بدت مِنة وكم لك عندي
من عطاءٍ ونعمةٍ وأيادي
حُبك الآن بُغيتي ونعيمي
وجلاءُ لعين قلبي الصادي
ليس لي عندك ما حييت براحٍ
أنت منى مُمَكنُ في السواد
إن تكن راضياً عليّ فإني
يا مُنى القلب قد بدا إسعادي
~~
وارحـــــــمتاً للعاشقين ! قلوبهم
في تيه ميــــــدان المحبة هائمه
قامت قيامة عشقهم فنفوسهم
أبداً على قـــــــدم التذلل قائمه
إما إلى جنات وصل داـــــــــئما
أو نار صدٍ للقـــــــــــلوب ملازمه
وزادي قليـــــــــل ما أراه مُبلّغي
أللزاد أبكي أم لطـــول مسافتي
أتحرقُني بالـــــنار يا غاية المنى
فأين رجـــائي فيك أين مخافتي
~~
* إلهي أنارت النجوم، ونامت العيون، وغلَّقت الملوك أبوابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك.. إلهي هذا الليل قد أدبر، وهذا النهار قد أسفر، فليت شعري أقبلت منى ليلتي فأهنأ، أم رددتها على فأعزى، فوعزتك هذا دأبي ما أحييتني وأعنتني، وعزتك لو طردتني عن بابك ما برحت عنه لما وقع في قلبي من محبتك.
~~
ألا يا نديمي خلّني في غلا صدري * ألم ترَ سيل الدمع من مقلتي يجري
إلى الله أشكو ما أرى مـن أحبتي * لياليّ تمضـي فـي الكآبة بالسهر
يهينوننـي كالقاف حيـن تنزّلـت * وقـد كنتُ كالباء المرفّع في الحفر
أبيت وأمسي بيـن أهلـي غريبة * ودار أبي لي صار كالبدو في القفر
فكم جئتهم حُبّاً لهـم وكـرامـة * وكـم رفضوني في الشدائد والغمر
فكم من بليات أرى مـن جفائهـم * وكم مـن مصيبات يقل لها صبري
فكم من نهـار مـا تفرّغت ساعة * وكـم من ليال ما رقدت إلى الفجر
وإن مدّت الأيـدي إليهـم بحـاجة * يدي دون أيديهم تردّ إلـى نحـري
بلا جهـة مـن غيـر أنّي أحبّهـم * وداد غنـى لا عـن تملقـة الفقـر
وإنـي بحمـد الله ذات استطـاعـة * ولكـن من هجرانهم كسروا ظهري
لـداهيتي سمّيـت نفسـي حـزينة * سمـوم بليّـات أذوق مـدى دهري
تـلامـذتـي إن تسألنـي عبـارة * لكثـرة أشجـاني اُجـيب بـلا أدري
~~
وقيل أيضاً : إن سفيان الثوري قال لها ذات يوم : « صفي لي درجة ايمانك واعتقادك باللّه جلّ وعلا ، فقالت رابعة : إنّي لا أعبد اللّه شوقاً إلى الجنة ، ولا خوفاً من جهنم ، وإنما اعبده لكمال شوقي إليه ، ولاداء شرائط العبودية »